Quoted By:
غَيْرُ مُجْدٍ، في مِلّتي واعْتِقادي، نَوْحُ باكٍ، ولا تَرَنّمُ شادِ
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعِيّ، إذا قِيـ سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ
أبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ، أمْ غـَ نّتْ عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ؟
صَاحِ! هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْـ بَ، فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ؟
خَفّفِ الوَطْءَ! ما أظُنّ أديِمَ الْـ ـأرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
وقَبيحٌ بنَا، وإنْ قَدُمَ العَهْـ ـــدُ، هَوَانُ الآبَاءِ وَالأجْدادِ
سِرْ، إنِ اسْطَعتَ، في الهَوَاءِ رُوَيداً لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً، ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ، في طَويلِ الأزْمانِ وَالآبادِ
فاسْألِ الَفرْقَدَينِ عَمّنْ أحَسّا مِنْ قَبيلٍ، وآنسا من بلادِ
كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ؛ وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ
تَعَبٌ كُلّها الَحياةُ، فَما أعَـ ـجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْدِيادِ
إنّ حُزْناً، في ساعةِ المَوْتِ، أضْعَا فُ سُرُورٍ، في ساعَةِ الميلادِ
خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ، فضَلّتْ أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفَادِ
إنّمَا يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْما لٍ إلى دارِ شِقْوَةٍ، أوْ رَشَادِ
ضَجْعَةُ الَموْتِ رَقْدَةٌ يَستريحُ الـ جِسْمُ فيها، والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
أبَناتِ الهَديلِ! أسْعِدْنَ، أوْعد ـنَ قَليلَ العَزاءِ بالإسْعَادِ
إيهِ! للهِ دَرّكُنّ، فأنْتُنّ الـ لوَاتي تُحْسِنّ حِفْظَ الوِدادِ
ما نَسيتُنّ هالِكاً في الأوانِ الـ ـخَالِ، أودَى مِنْ قَبلِ هُلكِ إيادِ
بَيْدَ أنّي لا أرْتَضِي مَا فَعَلْتُـ ـنّ، وَأطْوَاقُكُنّ في الأجْيَادِ
فَتَسَلّبْنَ، وَاسْتَعِرْنَ، جَميعاً منْ قَميصِ الدّجَى، ثيابَ حِدادِ
ثُمّ غَرِّدْنَ في الَمآتِمِ، وَانْدُبـْ ـنَ بِشَجْوٍ مَعَ الغَواني الخِرادِ
قَصَدَ الدّهْرُ، من أبي حَمزَةَ الأوّ ابِ، مَوْلى حِجىً، وخِدنَ اقتصَادِ
وفَقيهاً، أفكارُهُ شِدْنَ، للنّعْـ ـمانِ، مَا لم يَشِدْهُ شعرُ زِيادِ
فالعِراقُّي، بَعْدَهُ، للحِجازِ يّ، قليلُ الخِلافِ سَهْلُ القِيادِ